بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني إليكم هذه الرساله
عَنْ
أَبِى مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : " أَمَانَانِ كَانَا عَلَى
عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، رُفِعَ أَحَدُهُمَا _ وهو
النبي صلى الله عليه وسلم _ وَبَقِىَ الآخَرُ :
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } .
فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى ، والاستغفار كائن فيكم إلى يوم القيامة .
فالزم الأمان الثاني غفر الله لك
ثمار الاستغفار وفوائده :
للاستغفار فوائد عظيمة ، وثمار جمة ، منها :
أنه سبب لمغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات :
قال
تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ
يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء110 ] .
وعَنْ
أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا
يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ : " يَا ابْنَ آدَمَ
إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي ، فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى
مَا كَانَ فِيكَ ، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ،
لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ، وَلَو عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا
حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ثُمَّ
اسْتَغْفَرْتَنِي لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لاَ أُبَالِى " [ أخرجه أحمد ].
من ثمار الاستغفار :
أنه أمان من العقوبة والعذاب :
قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال33 ] .
من فوائد الاستغفار :
أنه سبب لتفريج الهموم ، وجلب الأرزاق ، والخروج من المضائق :
ففي
سنن أبي داود وابن ماجة ، ومسند الإمام أحمد وحسنه العلامة الشيخ / عبد
العزيز بن باز رحمه الله تعالى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي
الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ
لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ،
وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ " .
كلمات
قليلة ذات تأثيرات عجيبة ، فالله سبحانه يرضى من عباده بالقليل ، ويجزيهم
عليه بالكثير ، فأكثروا من الاستغفار ، أكثروا من الاستغفار ، والهجوا
بألسنتكم لله الواحد القهار ، واعلموا أن فضائل الاستغفار لا تكون إلا
للمستغفرين الله حقاً وصدقاً ، فليس الاستغفار أقوال ترددها الألسن ،
وعبارات تكررها الأفواه ، إنما الاستغفار الحق ما تواطأ عليه القلب واللسان
، وندم صاحبه على ما بدر منه من ذنوب وآثام ،
من ثمار الاستغفار :
أن
كثرة الاستغفار في الأمة جماعات وفرادى ، سبب لدفع البلاء والنقم عن
العباد والبلاد ، ورفع الفتن والمحن عن الأمم والأفراد ، لاسيما إذا صدر
ذلك عن قلوب موقنة ، مخلصة لله مؤمنة :
من فوائد الاستغفار :
إغاظة الشيطان :
ففي
الحديث يقول صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح
أُغوي عبادك ، ما دامت أرواحهم في أجسادهم " ، فقال الرب تبارك وتعالى : "
وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ، ما استغفروني " [ أخرجه الحاكم ،
والبيهقي في الأسماء ، وانظر السلسلة الصحيحة 104 ]
من ثمار الاستغفار :
أن
المستغفرين يمتعهم ربهم متاعاً حسناً ، ويرزقهم رزقاً رغيداً ، وعيشاً
هنيئاً ، فيهنئون بعيشة طيبة ، وينعمون بحياة سعيدة ، ويسبغ عليهم سبحانه
مزيداً من فضله وإنعامه :
قال
تعالى : " وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ
يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ
ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " .
من فوائد الاستغفار :
أن المستغفرين أقل الناس وأخفهم أوزاراً :
عن
عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " [ رواه ابن ماجة ، وقال
المنذري في الترغيب بإسناد صحيح ، وكذا قال الألباني ] ، قيل لبعض السلف :
كيف أنت في دينك ؟ قال : أمزقه بالمعاصي ، وأرقعه بالاستغفار .
يقول
بن القيم رحمه الله : سألت شيخ الإسلام ابن تيميه فقلت : يسأل بعض الناس :
أيما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : " إذا كان الثوب نقياً
فالبخور وماء الورد أنفع له ، وإن كان دنساً فالصابون والماء أنفع له " [
الوابل الصيب ص : 124]
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اخي انشرها في المنتديات وعبر وسائل التواصل جعل ذلك في موازين حسناتك